حكاية فتاة الأحزان ..
عندما عمّ الصمت أرجاء المكان
ولم أجد من يشاركني الأحزان
تشققت الوجوه وتساقطت الأقنعة
وصدر أنين من بين ثنايا الجدران
ليصف عذاب وعذاب قلب إنسان
فخرجت مسرعا خارج الجدران
التي كان يحيط بها اجمل بستان
فوجدت فتاة كأنها من الحور الحِسان
جالسة تبكي بجوار شجرة الرمان
سألتها مالذي يُبكيك يافتاة الاحزان
قالت وما شأنك ياصاحب البستان
قلت احكي لي رُبما أخفف الأحزان
قالت ما أتيتك إلا من أجل الأمان
يا صاحب البستان من ذاك الذي
يستمتع بآهاتي ويغزل منها أغان وألحان
بعد فقدان والدي وشعوري بالحرمان
انتبهت للوجوه من حولي فرأيتها بلا ملامح
فلم أميز القسوة من الحنان
اكتفيت بدفتر وقلم أصادقه أتحدث معه
أبكي وتسقط دموعي تغسل الكلمات
فيمتصها ويحتفظ بها فأصبح القلم لحياتي عنوان
في مخيلتي مازلت احتفظ لأبي ببعض الذكريات
التي لم ولن يخطو عليها الزمان
ونظارة له كنت أراه دائما جالسا خلفها
يطالع العالم من خلالها
وابتسامة حنونة كان يقابلني بها
آآآه كم كنت اشعر وقتها بالراحة والأمان !
وحركة بعينيه وحاجبيه
كانت تصدر عنه كلما انزعج
أو أخد يفكر في أمر أياً كان
ووسادة كان دائما يغطي وجهه بها عند النوم
فاحتفظت بها فكانت تذكرتي لعالم الأحلام
متأملة أن يأتي يوما ويزورني في المنام
ألن تزورني يا أبي
ألا تشعر بحالتي وما بي
أشعر بالغيرة كلما سمعت أنك أتيت
تنهمر دموعي ولا أشعر أنني بكيت
فلن تكفيني أنهارا من الدموع
حتى لو انطفأت من عيني الشموع
فلن أستطيع أن أعبر عن مدى حزني
وشوقي إليك ..
اشتاق الي أبي ياسيدي
وهل أجد في الوجود ما يُغني عن أبي
قلت لها أنا لها فهل ترضي بي زوجا وأبا
وحبيبا وعشيقا وصديقا وأخا
قالت لي والحزن يملىء عينيها
اذهب انت وحزني و اتركاني
أقاسي مرار النسيان و عذاب الحرمان
اتركني لعلي أعود إليك بعد النسيان
اتركني حتى لا تشعر بقلبي يحرقك
من شدة احزانه وتقاسي الحرمان
سأعود إليك بعد أن يرزقني اللــــــه
نعمة النسيان يا أيها الإنســـــــان